
تواجه اليمن واحدة من أشد الأزمات الإنسانية والتنموية وأكثرها استمرارًا في العالم. إذ يعيش ما يقارب أكثر من 80٪ من السكان في فقر متعدد الأبعاد، ويُقدّر عدد المهجّرين بالملايين نتيجة النزاع والكوارث المرتبطة بالمناخ، فيما تتجاوز نسبة بطالة الشباب 50٪ تقريباً. وتواجه البلاد تحديات حرجة في جميع القطاعات، بما في ذلك التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والاستقرار الاقتصادي. كما تعاني المناطق الريفية، التي يقطنها غالبية السكان، من ضعف شديد في الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش.
في ظل هذا السياق الهش، تلعب خدمات التمويل الأصغر دورًا تحوليًا من خلال توفير الخدمات المالية للفئات التي لطالما كانت مستبعدة من النظام المصرفي الرسمي، مثل النساء، والشباب، ورواد الأعمال الريفيين، والمزارعين أصحاب المشاريع الصغيرة. يتيح التمويل الأصغر للأفراد فرصة بدء وتوسيع مشاريعهم، والاستثمار في احتياجاتهم الأساسية، وبناء قدراتهم الاقتصادية. وعلى خلاف المساعدات الطارئة، يسهم التمويل الأصغر في تحقيق الاكتفاء الذاتي طويل الأجل من خلال آليات التمويل الدوّار، وترسيخ ثقافة الادخار والمساءلة وريادة الأعمال.
ومنذ تأسيسه، يتصدّر بنك الأمل للتمويل الأصغر مشهد الشمول المالي في اليمن، باعتباره المؤسسة الرائدة في هذا المجال. فقد تمكّن البنك من خدمة أكثر من 330,000 عميل، من بينهم 35٪ من النساء، من خلال دمج منتجاته المالية مع خدمات تطوير الأعمال لتمكين الفئات الأكثر هشاشة. كما يوفر البنك، عبر ذراعه غير المالية المتخصصة مؤسسة ريادة للتدريب وريادة الأعمال، برامج تدريب فني، وتوجيه مهني، ودعم في الوصول إلى الأسواق، ما يجعله قوة فريدة لدفع عجلة التعافي الاقتصادي المستدام في اليمن.
وانطلاقًا من هذه القاعدة، أطلق بنك الأمل برنامجًا استراتيجيًا لمدة خمس سنوات يُعرف بـ برنامج الأمل تنموي، يهدف إلى معالجة الاحتياجات التنموية الأكثر إلحاحًا في اليمن من خلال حلول تكاملية قابلة للتوسّع. ويركّز البرنامج على تمكين الشباب والنساء، وتعزيز الصمود الاقتصادي، وتنمية المناطق الريفية، والتمويل الأخضر. ويجمع البرنامج بين أدوات التمويل الأصغر والخدمات غير المالية والشراكات الدولية، في سبيل تحويل المجتمعات من الاعتماد على المعونة إلى التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
ويتمثل الهدف الأساسي لـ برنامج الأمل تنموي في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة في اليمن من خلال معالجة الفقر البنيوي والبطالة والتدهور البيئي. ويعمل البرنامج على تمكين الفئات الضعيفة عبر حلول متكاملة تشمل الخدمات المالية وغير المالية، تهدف إلى تحسين سبل العيش، وتعزيز التكيف مع تغيّر المناخ، وبناء الاكتفاء الذاتي الاقتصادي.
وتستند تدخلات برنامج الأمل تنموي إلى خمسة محاور استراتيجية، صُممت لمعالجة التحديات التنموية الأكثر إلحاحًا في اليمن، مع تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود على المدى الطويل. وتستهدف كل منطقة تدخل قطاعًا حيويًا عبر أدوات مالية مخصصة، وآليات تمويلية، وبرامج لبناء القدرات، وذلك لتعظيم الأثر وتعزيز التنمية المستدامة. وتشمل المحاور الأساسية الآتي:
• تمكين الشباب: تقديم قروض مدعومة، وتدريب على المهارات، وحاضنات أعمال لدعم المشاريع التي يقودها الشباب والحد من بطالتهم.
• تمكين النساء: توفير الوصول إلى التمويل، والتدريب على ريادة الأعمال، وبرامج المناصرة، بما يمكّن النساء من تحقيق الاستقلال الاقتصادي والاندماج المجتمعي.
• التمكين الاقتصادي وسبل العيش: دعم المؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر من خلال الدمج بين التمويل الميسر والتدريب المهني وخدمات تطوير الأعمال.
• التنمية الريفية: تعزيز الإنتاجية الزراعية، وتحسين البنية التحتية، وضمان الأمن الغذائي في المناطق الريفية من خلال التمويل الأصغر والدعم الفني.
• التمويل الأخضر: الترويج للحلول المستدامة بيئيًا مثل الطاقة الشمسية، والزراعة الذكية مناخيًا، وحفظ الموارد المائية عبر تمويل متخصص وتدريب موجه.
يمثل برنامج الأمل تنموي نهجًا تحويليًا في مسار التنمية في اليمن، حيث يستبدل الاعتماد على المعونة بنمو مستدام، وتمكين محلي، وقدرة طويلة الأمد على الصمود. ومن خلال الاستثمارات الاستراتيجية في التمويل الأصغر والتنمية الشاملة، يطمح البرنامج إلى إطلاق طاقات الشعب اليمني وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا واكتفاءً ذاتيًا.
لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني: pic_dept@alamalbank.org
________________________________________